افتتحت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالشراكة مع وزارة الصحة وإدارة مراكز الإصلاح والتأهيل ورشة عمل حملت عنوان "تقييم الاستجابة الصحية لجائحة كورونا في مراكز الإصلاح والتأهيل".
واشتملت الورشة على عدة جلسات عمل مع المعنين بالرعاية الصحية في مراكز الإصلاح والتأهيل بهدف ضمان استمرار فعالية الاستجابة الصحية المطلوبة في الحفاظ على معايير متقدمة للتعامل مع جائحة كورونا وذلك للحفاظ على حقوق النزلاء ولمراجعة الإجراءات الحالية في هذا الجانب.
كما تم مناقشة خلال هذه الجلسات التحديات والخبرات المكتسبة والدروس المستفادة خلال مواجهة جائحة كورونا وإمكانية تطوير خطة الطوارئ تعزز استعداد النظام الصحي في مراكز الإصلاح والتأهيل للاستجابة لحالات الطوارئ. باعتبارها لتحديد وتوثيق الممارسات الجيدة والممارسات التي تحتاج إلى تحسين، بناءً على تجربة إدارة هذه الجائحة في مراكز الإصلاح والتأهيل.
وخلال كلمتها في الجلسة الافتتاحية، قالت رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الأردن، سارة أفريلود: "أن هذه الورشة تعتبر فرصةً مهمة لتعزيز الشراكة طويلة الأمد بين كل من اللجنة الدولية ووزارة الصحة وإدارة مراكز الإصلاح والتأهيل، والتي تتمحور بشكلٍ خاص حول تحسين الرعاية الصحية المقدّمة للأشخاص المحرومين من حريّتهم؛ حيث عملت اللجنة الدولية منذ بداية الجائحة مع هذين الطرفين على الحدّ من تفشي فيروس كورونا في مراكز الإصلاح والتأهيل وبفضل العمل الدؤوب للكوادر الصحية، تم تحقيق نسبة صفر بالمئة للوفيات الناتجة عن فيروس كورونا بالإضافة للوصول لمعدل عالي من أخذ مطعوم فيروس كورونا."
ومن جهته، أكد مدير إدارة مراكز الإصلاح والتأهيل، العميد الدكتور عمار القضاة: "على أهمية الشراكة مع اللجنة الدولية والتي ساهمت بشكل كبير في مواجهة فيروس كورونا. مشيراً إلى ما تم تحقيقه من إنجازات في مراكز الإصلاح والتأهيل سواء كان ذلك من حيث عدد النزلاء الذين تم تطعيمهم أم من حيث مراكز الاستقبال والإجراءات الوقائية والاحترازية التي تم انجازها."
وقال الرائد رائد السعودي رئيس قسم البرامج والخدمات والرعاية في إدارة مراكز الإصلاح والتأهيل أن الإدارة عملت على وضع بروتوكول خاص يتماشى مع البروتوكول المتبع من قبَل وزارة الصحة، كما وضعت خطةً استباقية تتسّم بالتكيّف مع مستجدات الوضع الوبائي، حيث ينتشر فيروس كوفيد-19 بشكلٍ أسرع في الأماكن المغلقة. كما قال السعودي أن الإدارة قد استلمت 28,000 جرعة مطعوم ضد فيروس كوفيد-19، وقد تم صرف 26,000 جرعة منها على النزلاء حيث لم تتجاوز نسبة الإصابة بينهم منذ بداية الجائحة 1,50%.
وبدورها، أشارت السيدة جيهان القريوتي، رئيس قسم حقوق الإنسان في وزارة الصحة: "إلى أن القوانين الدولية تواكد على أن للسجناء الحق بتلقي الرعاية الصحية، وقد عملت وزارة الصحة على تضمين مراكز الإصلاح والتأهيل في خطة الاستجابة الوطنية تجاه فيروس كوفيد-19، كما عملت كل من وزارة الصحة وإدارة مراكز الإصلاح والتأهيل واللجنة الدولية على توفير أفضل حماية لنزلاء المراكز من ناحية الإجراءات الوقاية والإجراءات المساندة والتوعوية."
وقد ناقش المشاركون خطة إدارة الطوارئ الصحية، ومستوى استعداد مراكز الإصلاح والتأهيل ونظامها الصحي للاستجابة بفعالية للأوبئة بالإضافة لنقاش سياسة حماية المحتجزين الجدد وتعزيز تدابير الوقاية من ناحية إجراء الفحص للموظفين والزوار الذين يدخلون أماكن الاحتجاز، وإتاحة أدوات الحماية الشخصية.
وتم تقييم المخاطر التي قد تواجهها إدارة مراكز الإصلاح والتأهيل بالإضافة لاستعدادها للطوارئ وعرض التدابير الوقائية التي ينبغي إتباعها فيها بالإضافة لتدابير كشف الحالات وتتبع المخالطين وإدارة الحالات وإحالتهم كما تم تسليط الضوء على دور العاملين في القطاع الصحي وإدارة مراكز الإصلاح والتأهيل والسلطات المركزية.
وقد شارك في الورشة موظفو إدارة مراكز الإصلاح والتأهيل العاملين في مجال الرعاية الصحية في عيادات مراكز الإصلاح والتأهيل التي شاركت في الاستجابة بالإضافة لفريق الاستجابة للطوارئ من وزارة الصحة وفريق اللجنة الدولية المعني بالصحة في مراكز الإصلاح والتأهيل.
من الجدير بالذكر أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد تعاونت مع وزارة الصحة الأردنية وإدارة مراكز الإصلاح والتأهيل العام الماضي وذلك بهدف وضع خطط مشتركة وعقد ورشات عمل للاطلاع على الواقع والوضع النفسي والتأهيلي لنزلاء المراكز والعمل على تحسينه. ومنذ بداية الجائحة تم فتح قنوات الاتصال بين الأطراف الثلاثة وذلك بهدف وقف انتشار الفيروس وضمان حماية النزلاء والحفاظ على صحتهم.